ندوة علمية “دور الإعلام في الإرتقاء بالواقع التونسي”

يلعب الإعلام دورا أساسيا على مستوى التأثير في الرأي العام  في كل المجتمعات على حد السواء فالإعلام لايقتصر اليوم على كونه السلطة الربابعة في المجتمع بل أضحى السلطة الأولى لما له من قدرة على التأثير.

غير أن واقع الإعلام في مختلف مظاهره وصوره يؤكد قصورا على مستوى وظائفه فيتراوح بين الجدية والميوعة التي لاتخلو من الإساءة لطرف معين على حساب طرف أخر والتي تصل أحيانا إلى تأليب الرأي العام.

فالساحة الإعلامية تفتقر إلى إعلام نزيه يلتوم الحياد تجاه جميع الأطراف، وفي نفس الوقت محمي من تهديدات السلطة والصنصرة وهو ما جعل المجتمع المدني يقف إلى جانب الإعلام ويدفع عن حرية الرأي والصحافة التي تعتبر مكسبا ثوريا حقيقيا.

وفي هذا الصدد نظمت أكاديمية الحوار الوطني وموقع mta post بالشراكة مع جمعية تونسيات ندوة علمية تحت عنوان “دور الإعلام في الإرتقاء بالواقع التونسي” يوم الجمعة 10 فيفري 2017 بمدينة العلوم أريانة  والتي أثثها جملة من الصحفيين والإعلاميين وبحضور ثلة من الإعلاميين والسياسيين ونشطاء المجتمع المدني.

صار المجتمع المدني أحد أدوات التعبير الفعلية والناشطة في الدفاع على الديمقراطية والحريات ومحاربة الفساد بكل أشكاله والدفاع عن حقوق الإنسان والدفاع عن كل هذه المكتسبات فالمجتمع المدني بات في حاجة إلى إعلام حر ونزيه وبحاجة إلى تحالف ينشأ بين منظمات المجتمع المدني وبين وسائل الإعلام. فنحن نريد علاقة جيدة تكاملية بين إعلام حر ونزيه وبين مجتمع مدني يعمل على إقرار ثقافة ديمقراطية في تونس مابعد ثورة 14 جانفي 2011.

كما نص الدستور على إحداث هيئات دستورية مستقلة من بينها هيئة الإتصال السمعي البصري وهي هيئة ستساهم قطعا في إرساء الديمقراطية. وقد نص الفصل 125 من الدستور بأن هته الهيئات تعمل على دعم الديمقراطية لكن للأسف لم ينص الدستور على أجل محدد لإرسائها وهو ما يدعونا كمجتمع مدني ومن باب حرصنا على دعم المسار الديمقراطي إلى المطالبة بالتعجيل في إرساء هذه الهيئة ولضمان حرية الصحافة، فنحن نطالب بعدم تجريم العمل الصحفي وعدم إدراج أعمال الصحفيين ضمن المجلة الجزائية فنحن مع حرية الإعلام النزيه والمسؤول والحر وهذا المكسب أي الإعلام الحر على الجميع النضال من أجل المحافظة عليه وعدم القبول بأي شكل من الأشكال التضييق على العمل الصحفي وتكبيل الإعلام والتضييق عليه وهي أول خطوة في تكبيل الحريات التي ناضلنا جميعا من أجل إرسائها في تونس.