جلسة حوارية “شاركنا بأفكارك..”

في اطار مساهمة جمعية تونسيات في تعزيز انخراط الشباب في الفضاء العام وتثمين ادوارهم والارتقاء بطرق تفكيرهم وتدعيم التزامهم بالقيم المجتمعية الايجابية. نظمت جمعية تونسيات جلسة حوارية تحت عنوان ” شاركنا بأفكارك” مساء السبت 11 فيفري 2017 أشرف على تيسير الحوار الدكتور محرز الدريسي. جمعت قرابة 30 مشاركا من الفتيان والفتيات من فئات عمرية تراوحت سنهم ما بين 16 سنة و30 سنة جمعت اصناف متنوعة (تلاميذ وطلبة ومربّين…).

انطلقت الجلسة الحوارية بتأطيرها في سياق تأكيد الحوار كقيمة اساسية في التعاطي مع الشباب والإصغاء اليهم والانفتاح الدائم عليهم ومزيد العناية باهتماماتهم وتوسيع قاعدة الحوار معهم ودمجه في الحياة العامة. طرح السؤال المحوري لأثارة نوعا من العصف الذهني وفسح المجال للتعبير ماهي القيم المحورية-المرجعية، لكل مشارك؟ تمت ادارة الكلمة وتشريك كل الحاضرين، وجرد شبكة ممتدة وموسعة من القيم كما وردت من الشباب، مثل الانتماء، والاخلاق، والاحترام، والمسؤولية، والحوار، التعدد، احترام الاختلاف، العدل، المواطنة، التفكير ، التعاون، العمل الجمعياتي، الولاء للوطن، المواطنة، الحرية، الطموح والجدية…

اتفق على تركيز النقاش على خمسة قيم (الأخلاق، العقل، الحرية، الكرامة، المسؤولية). ودار حوار ثري حول هذه القيم وتداول على اخذ الكلمة، وابرز الشباب المشارك تنوعا في الآراء والمواقف ووجهات النظر، تنم عن اختزان الشباب الحاضر عن خيارات واتجاهات عميقة تختلف عن الاحكام الشائعة عن شبابنا التونسي  من سطحية وهشاشة. الشبان ذكورا واناثا لديهم موقف ورؤية، ويتمتع بحس نقدي راق ومآخذ معللة عن الأوضاع الاجتماعية. هذه القيم تفاعل معها المشاركون بنوع من الواقعية والتناول الملموس لقضايا مجردة، وكأنها مجسمة في الواقع، فالأخلاق كقيمة متفق حولها مع اعتبار انه لا تعارض بين المرجعية الدينية للأخلاق والمرجعية العقلية للأخلاق، وان المجتمع في حاجة فعلية مثل الأفراد الى الارتقاء بسلوكهم وتجنب الانانية والنفعية والانحرافات المختلفة. وأن المجتمع التونسي في حاجة داخل السياق الحالي الذي يتسم بالارتباك والانفلات إلى تخليق المجتمع وتنمية السلوكات الحميدة والتصرفات الحسنة.

اما العقل فهو ملكة التفكير التي تمنح الانسان انسانيته، وهو أداة التمييز والتصنيف والاستعمال في المجالات المثمرة والمفيدة للفرد وللمجتمع. والحرية قيمة لا بد من حمايتها فهي مكسب نفيس وان يشعر به التونسيون وبأهميته في بناء الانسان النشط والشخصية المتكاملة والمجتمع المواطني والديمقراطي. اما الكرامة فهي العزة وهي من صفات الانسان الذي كرمه الله عز وجل وأنها جوهره، وان نقيضها هي الذل، والمسؤولية هي التي تعنى الانسان المتخلف والمعتقل والحر والكريم والمسؤول، والمجتمع المتخلق والعقلاني الذي تسوده الحرية والمدافع عن كرامته والشاعر بمسؤوليته.

ما ينبغي التأكيد عليه:

أولا: هذه الجلسات الحوارية هامة للشباب للتعبير عن رأيه في هياكل ومساحات حرة لا تخضع لضوابط او اكراهات أو ضغوطات وهي اسلوب جماعي مفتوح.

ثانيا: تتيح الجلسات الحوارية للشباب ان يصنع فكره عبر الاحتكاك الجماعي والعمل الفريقي والجدل المفتوح والنقاش اللارسمي وهو نوعا من التداعي الحر الذي يتخلى عن الاحكام المسبقة.

ثالثا: تكشف الجلسات الحوارية ان الشباب لديهم موقف ورأي، ويمكن الاستفادة من ارائهم واعتمادها في مختلف المشاريع المجتمعية.

رابعا: تساهم الجلسات الحوارية في احترام الشباب وتشريكهم والإصغاء النشط الى مقترحاتهم وأسلوبهم في التحليل وتمشيهم في تبسيط الأفكار المجردة.

خامسا: تبني الجلسات الحوارية الثقة وتعيد لهم الأمل في ان المجتمع يحتضنهم ويؤطرهم، ويرشدهم الى القيم الإيجابية

سادسا: الجلسة الحوارية كانت فرصة للقاء بين الشباب وتبادل الآراء والاحتكاك فيما بينهم وانتاج معرفة مشتركة وموحدة.

اختتمت الجلسة بتقييم بعض الشباب الحاضر للجلسة الحوارية من حيث المضمون والشكل، أكدوا أهمية تجديد هذه الحوارات وتعميمها لفوائدها في اعادة الثقة للشباب في قدراته وإمكانياته في الفعل المدني والانخراط في أدواره الاجتماعية وتعزيز ايجابيته.

  • العنوان فضاء أيقار - باب العسل تونس
  • التاريخ 11 فيفري 2017
  • المشرف جمعية تونسيات
  • الشركاء الدكتور محرز الدريسي.
  • CATEGORY